Skip to main content

لو كنت متابع أخبار شركات التكنولوجيا العالمية فى خلال الشهور الأخيرة يبقى أكيد لاحظت موجة الرفد القوية اللى بتحصل فيها مؤخرا مقارنة بالمعدلات الطبيعية. 

طيب لو مكنتش متابع خلينا نقولك إن فى خلال الكام شهر اللى فاتوا إن شركة تويتر مثلا إستغنت عن ٣٧٠٠ موظف و شركة أوبر بردو إستغنت عن نفس العدد من الموظفين. الضربة كانت أضعف نسبيا فى شركة ميكروسوفت حيث إنهم رفدوا ١٠٠٠ موظف. و شركات تانية كتير رفدت أعداد متفاوتة من الموظفين لكن بالتأكيد تأتى على رأسهم شركة ميتا اللى إستغنت عن ١١٠٠٠ موظف و ده عدد ضخم و اللى يمثل ١١% من عدد العاملين بالشركة. 

يمكن من الأسماء  الكبيرة اللى لسة مرفدتش موظفين بالشكل ده هما شركة ابل و شركة جوجل لكن طبعا ممكن ظروف السوق ترغمهم يسلكوا هذا الإتجاه ده غير إن طبعا التعيينات حاليا متوقفة فى الشركتين. 

المعلومات دى مستخلصة من الأرقام المعلنة رسميا لكن فى الغالب الأرقام الحقيقة أعلى. طيب تعالوا نحاول نفهم سببين من أسباب الوضع الصعب ده. 

الوضع الإقتصادى العالمى

إحنا حاليا لسة بنختبر آثار و تتبعات جائحة كورونا و الحرب القائمة فى أوروبا و هما بالتأكيد من أهم العوامل إن مكانوش أهم عاملين متسببين فى الوضع الإقتصادى الصعب اللى العالم بيعيشه النهاردة. 

تقريبا كل قطاعات الأعمال فى العالم  تأثرت سلبيا بسبب الموضوع ده بأشكال مختلفة زى مثلا نقص فى المواد الخام الضرورية لصناعات كتير و مشاكل عامة فى السيولة و مشاكل تانية كتير يطول شرحها. و بالتالى بقى فى حرص زائد جدا فى قرارات الإستثمار و صرف الفلوس بشكل عام سواء على مستوى قطاعات الأعمال و الشركات أو على مستوى الأفراد. 

فا النتيجة إن المستثمرين قللوا بشكل ملحوظ ضخ الأموال و الإستثمارات فى الشركات و عشان كدة الشركات بالتالى إضطرت تتخذ إجراءات توفير صارمة اللى منها الرفد أو تقليل المرتبات بجانب أساليب أخرى كتير. و ده طبعا بيكون له تأثير سلبى على قدرة الموظف كمستهلك و بالتالى قدرته الشرائية بتضعف و ده بيتسبب بشكل مباشر فى ضعف مبيعات و أرباح الشركات. دايرة مغلقة سلبية على جميع الأطراف. 

توقعات خاطئة لعصر ما بعد جائحة كورونا

جائحة كورونا تسببت فى تغيرات جذرية فى طريقة و أساليب معيشتنا و التغييرات دى كانت فى أقوى فتراتها خلال اول سنة من الجائحة. 

طريقة الشغل إختلفت كليا و معظم الناس إشتغلت من البيت و جميع الإجتماعات بقت بتتعمل عن طريق الفيديو كونفرنس. الناس كلها كانت منعزلة فى بيوتها و إعتمدت إعتماد تام على شبكات التواصل الإجتماعى للحفاظ على علاقاتهم. الناس بطلت تأكل فى مطاعم و إعتمدت على خدمات الدليفرى. الناس بطلت تروح تشترى بضاعة من محلات و إعتمدت على التسوق عبر الإنترنت. السينما توقفت عن العمل نهائيا و حل محلها شبكات نتفلكس و أمازون و أمثالهم. تغيير جذرى و تام تقريبا فى جميع أنحاء حياتنا. 

شركات التكنولوجيا الكبرى اللى قدرت تستغل التغييرات دى لمصلحتها عن طريق تقديم خدمات مناسبة و متماشية مع أسلوب الحياة الجديد ده توقعت إن الوضع سيبقى بحد كبير على ما هو عليه بعد إنتهاء جائحة كورونا. و بناء على كدة الشركات دى خططت و إستثمرت و عيينت على هذا الأساس. توقعات الشركات دى مكانتش خاطئة تماما لأن أكيد فى حاجات كتير فعلا فضلت زى ما هى لكن مش للدرجة اللى الشركات دى كانت متوقعاها. فالنتيجة إن الشركات دى عملت خطط و إستثمارات و تعيينات لحجم شغل ببساطة مش موجود لأن فى جوانب كتير من حياتنا إبتدت ترجع لأساليب عصر ما قبل كورونا. 

لمعرفة تفاصيل أكثر على الجزئية دى ممكن تزور الرابط اللى تحت

(35) Twitter, Meta, Amazon: Why is Everyone Getting Fired? – YouTube

نقدر نتوقع إيه فى المستقبل القريب؟

التوقعات الدقيقة شبه مستحيلة فى الوضع الحالى لأن ببساطة كل يوم ممكن يحصل حدث عالمى يغير موازين كل حاجة. إحنا فى خلال سنتين طلعنا من جائحة على أزمة إقتصادية على حرب على أزمة إقتصادية أعنف. 

لكن اللى إحنا عارفينه إن سوق العمل العالمى حاليا مليان مواهب قوية كانت جزء من نجاح شركات ضخمة و بيدوروا على شغل و دى فرصة ذهبية للشركات الناشئة اللى عايزة تعمل إسم لنفسها فى السوق. 

للأسف موجة الرفد فى الشركات الكبيرة متوقع تستمر لفترة أطول نظرا لغياب أى علامات تحسن فى الأوضاع الإقتصادية العالمية لكن فى الجانب المشرق نسبيا الشركات الناشئة ممكن تستغل الوضع ده إنها تعيين خبرات و مواهب قوية من الناس اللى إترفدوا مؤخرا من شغلهم.

Leave a Reply